جميع حقوق النشر محفوظه ولا يجوز إستخدام أى من هذه المواد المنشوره أو نسخها إلا بإذن خطى من الناشر

21‏/03‏/2013

عزازيل





  

توقيت قرءاة رواية عزازيل للكاتب يوسف زيدان كان إختيار جيد بعد قراءتى لرواية أولاد حارتنا حيث أعتقد أنهما شبيهتان إلى حد كبير ويكمل كلا منهما الأخر حيث يدور كلاهما حول الشك فى ماهية الإله وهل وجوده ضد العقل والمعرفه حسب رواية أولاد حارتنا أم هو لم يلد ولم يولد حسب رواية عزازيل؟
الروايه تؤكد على أفكار عديده فهى تؤكد فكرة أن كلا منا يمتلك عزازيله الخاص
 وأنه بداخلنا وليس دخيلا علينا
كما نجد أحد الباباوات فى الروايه  قد أبرز إلينا مثال جيد لتقبل الأخر حيث كان يقرأ أشعار شيشرون بالرغم من إنه وثنى وهذا يمزج فى الحقيقه بين فكرتين وهما تقبل الأخر والنقاش حول الأفكار لا الأشخاص
كما إنها ألقت الضوء على الباباوات الذين كانوا يسفكون الدماء بإسم الرب ويستخدمون عظات الأحاد  للنفخ فى النيران ونشر الفتن والهرطقه
 (على حد التعبير الذى أستخدم فى الروايه) والتدخل فى شئون الحكمفى البلاد
ما أشبه اليوم بالبارحه !!
هؤلاء يذكرونى بشيوخ الفتن الذين يستخدمون خطب الجمع فى الترويج للدستور والتحدث فى شئون الحكم والسياسه بدلا من نشر الفضيله بين البشر
من الواضح أن مثيرى الفتنه فى كل زمان ومكان لا دين لهم!!
كما أن الروايه تناقش نفس الفكره التى أثيرت فى رواية أولاد حارتنا وهى 
العداء المزعوم بين العلم والمعرفه من جهه والإله من جهه أخرى
 وذلك نجده يظهر من خلال إثارة عدة تساؤلات كالأتى :
 لماذا أمر الرب أدم بالإبتعاد عن شجرتى المعرفه والخلود؟!
ولماذا إنزعج الرب لما أكل ادم من شجرة المعرفه ؟!
وهل المعرفه التى أدركها ادم هى تمهيد لإدراكه الخلود؟!
 وهل لو بقى أدم وحواء جاهلين كانا سيدخلان الجنه ؟!
ومالذى عرفه بالظبط حين أكلا من الشجره ؟!
بطل الروايه شخصيه مشتته لم يعرف ماالذى يريده تماما أو بالأحرى يريد كل شىء
 هو يريد أن يصبح راهب ليس حبا فى حياة الرهبنه والإعتكاف وإرضاءا للإله ولكن لمجرد أن يبدو مضحيا أمام البشر ثم سرعان ماتجده يقع فى إغواء أتفه إمرأه تشير له بأصابعها !
 تاره تجده يريد الزواج من المرأه التى تدعى أوكتافيا بالرغم من أنه لا يحبها لمجرد أن يكون قريب من إمرأه أخرى مثل هيباتيا
 ثم تجده أحينا يفكر فى إخصاء نفسه لمجرد التشبه ببعضهم لا عن عقيده وإيمان بالبعد عن الشهوات ثم يتراجع مجددا لأنه ليس على يقين من تقدير بعض الأساقفه لفعلته! 

من الشخصيات التى أعجبت بها فى الروايه هى شخصيه أوكتافيا لأنها سيده مرحه وتمتلك قدر كبير من الحيويه  والأنوثه والإغراء وقد نجح هيبا فى وصف أنوثتها إلى حد كبير كما إنها قد قامت بالتضحيه بحبيبها فى سبيل مبادئها لأنها لا تريد الإرتباط بشخص مسيحى
 وإنها لمثاليه لم يتحلى بها الراهب هيبا نفسه حيث ظل عبدا لشهواته طوال الروايه
كما أعجتنى شخصية هيباتيا وتواضعها وثقتها فى نفسها 

كما أضحكتنى الفقره التى كان فيها الراهب هيبا يكتب أشياء عن النساء وكيف إنهن لا يطلبن من الرجال غير الغزل ولحيظات الإلتقاء حينها قال له عزازيل:
 يا هيبا ,هذا الذى تكتبه لا يليق برهبانيتك!
هنا قد قام عزازيل بدور أناه الأعلى أى ضميره وليس شيطانه 

بعض الجمل التى أعجبتنى :
  • عظه تعلمها هيبا من رواية فتى يتيم وهى :
( لا ينبغى الخجل من أمر فُرض علينا مهما كان مادمنا لم نقترفه)
  • وصف هيبا مضاجعته للفتاه التى تدعى (مرتا ) ذات العشرين عام كالأتى :
(تدفقت أنهارى الكامنه كمثل شلالات من أزمنه سحيقه ليروى أرض تشققت جفافا عشرين عاما)



16‏/03‏/2013

أولاد حارتنا








أكره مايسمى بالبديهيات والثوابت
 وكأن روايه لنجيب محفوظ يجب أن تكون متفرده فى عالم الروايات لا يستطيع كاتب على وجه الأرض أن يأتى مثلها
 عندما سمعت عن الجدل الكثير حول رواية أولاد حارتنا للكاتب الكبير نجيب محفوظ  مابين ذم يصل الى التكفير وإستحسان يصل إلى نوبل
 دفعنى الفضول لقراءتها وتكوين فكره موضوعيه عنها 
بصفه عامه هى روايه ممله جدا أعطتنى إنطباع أثناء قراءتها وكأننى فى ميدان التحرير فى إحدى الجُمع أو أننى عالقه فى سياره على كوبرى 6 أكتوبر الساعه الواحده ظهرا الروايه مزدحمه جدا و مليئه بالتفاصيل 
الكاتب  كان حريص على وصف كل كبيره وصغيره حتى النخاع
 وأنا فى الصفحه رقم 300 وجدتنى أقول( إخلصى بقى قرفتينى)
وبالطبع هذا مؤشر غير جيد
لم أكن شغوفه كثيرا بتكملة قراءة القصه لا لشىء إلا لأننى لم أتعود ترك أى شىء فى منتصفه

أما فيما يخص الدروس المستفاده لم أستفيد منها على المستوى الشخصى بإستثناء موقف شخصيه (رفاعه) وكيف إنه يخلص أهل الحاره من عفاريتهم المزعومه عن طريق حثهم على ترك السعى وراء أموال الوقف وبغض النظر عن إن رفاعه يجسد شخصيه سيدنا عيسى كما ذهب النقاد إلى إننى أعجبت به لأن  أفعاله كانت تشير إلى تحفيز البشر على التمحور حول المبادىء والأخلاق لاحول الماده 

أما فيما يخص ماذهب إليه النقاد من أن الكاتب كان يشير إلى إله الكون عند حديثه عن شخصية الجبلاوى أعتقد أن هذا شىء سىء جدا لأننى أخذت فكره سيئه عن شخصية الجبلاوى أثناء قراءتى وكيف إنه شخص أبعد مايكون عن العدل 
فهل هذا مايقصده الكاتب ؟أن الله غير عادل؟؟
كما إنه فى الجزء الأخير من الروايه الذى يخص شخصيه (عرفه) قد ذهب النقاد إلى أن عرفه المقصود به هو (العلم والمعرفه) 
 ولكن عندما نتابع الأحداث نجد أن عرفه يتسبب فى مقتل الجبلاوى!!
 فهل كان يقصد الكاتب حينها أن الله سوف يموت على يد العلم والمعرفه؟؟
 أم أن الإله والعلم لا يجتمعان ؟؟
وهل عندما ذكر فى أحداث الروايه أن عرفه بيده أن يرجع الجبلاوى للحياه هل هذه كانت إشاره من الكاتب لكى يعرفنا أن العلم سلاح ذو حدين أحيانا يكون سببا فى الإعتقاد بوجود الله أو عدمه؟؟
هل من الممكن أن غرور علمنا يصور لنا إننا الهه نستطيع أن نخلق ونفنى؟؟؟
كما إننا من خلال إسقاطات الروايه وأحداثها نجد الكاتب قد أشار إشاره صريحه إلى أن حواء دعمت فكرة الوسوسه التى وسوس بها إبليس إلى أدم على الأكل من شجرة التفاح فى حين إنه لا يوجد دليل قرءانى على ذلك ولكن الأيه الكريمه تقول  :
 فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيه وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36)
سورة البقرة
أى الشيطان هو من وسوس لأدم لكى يعصى ربه
ويظل السؤال ما الذى كان يفكر فيه نجيب محفوظ عند كتابته لهذه السطور ؟

fafy music