أصابتنى الحيره عندما ظهر وزير الدفاع على شاشات التليفزيون يطالب جموع
المصريين بالنزول لميادين مصر لتفويضه لمكافحة الإرهاب
وبقدر تأييدى لمكافحة
الإرهاب إلى أن رغبته قد وضعت أمامى الكثير من علامات الإستفهام والتعجب!!
لأول مره
يظهر وزير الدفاع يطالب الجماهير بالنزول إلى الميادين بدلا من الكف عن التظاهر
الذى ألفناه !
وهل هذا التفويض يجب أن يكون تفويض على بياض بمعنى إنى بذلك أوافق على
مكافحة الإرهاب بأى طريقه حتى لو كانت فض إعتصام رابعه بالقوه وسفك دماء الأبرياء؟
نعم يوجد أبرياء
يقينى بوجود ممولين ومتحرشين وبلطجيه مندسين بين ثوار التحرير السلميين
أيام ثورة 25 يناير مثل يقينى بوجود معتصمين بغرض الدفاع عن شرعية صوتهم الإنتخابى
و جهلاء مضحوك عليهم بإسم الدين ومتسولين مندسين بين الإرهابيين فى إعتصام رابعه
وهؤلاء لا يستحقون الموت مع الإرهابين المستهدفين
إلا إذا كان الغباء والجهل
والفقر جريمه تستحق القتل وهذا ما لا أعتقده
بالرغم من ثقتى فى
قرارات السيسى ورغبته فى مكافحة الإرهاب وليس إتخاذ هذا التفويض ذريعه لقتل
الأبرياء إلى أننى لا زالت على يقين من وقوع خسائرفى الأرواح ليس لها علاقه
بالإرهاب مطلقا
والسؤال الأن من سيحمل وزر هذه الأرواح المفوض أم المفوض له أم
الإثنين ؟
ولذلك أنتابنى صراع بين نزولى للتفويض من عدمه؟
وبعد تفكير عميق قررت الإستخاره عسى أن تظهر علامه ما تلهمنى للنزول أو
تثنينى عنه
ذهبت إلى النوم وعندما إستيقظت فى الصباح كان لدى موعد مع الشيخ
مُحفظ القرءان تناقشت معه بخصوص التفويض ووجدته متحمس وعندما صارحته برغبتى فى عدم
النزول وأسبابى إندهش خالفنى الرأى وقال لى إنه سوف ينزل حتما وأن هذه هى الطريقه
الوحيده للقضاء على الإرهاب ويجب أن نتقبل وجود خسائر فى الأرواح ونحن غير مسئولين
عنهم لأنهم يمتلكوا حرية الإختيار وبإمكانهم ترك الإعتصام وأنه لا يوجد سبب منطقى
لوجودهم فى الاعتصام (ايه اللى وداهم هناك)
باختصار لم يقوم الشيخ رضا بإقناعى بأرائه كثيرا
ولكنى هذه المره قد زادت رغبتى
فى النزول عن عدمها وقلت فى نفسى ربما هذه هى العلامه
بعدها دخلت إلى حجرتى وفكرت فى جوله عابره عبر الفيسبوك
وتويتر لأتطلع على إنطباعات المؤيدين للتفويض والمعارضين له حين وقعت عيناى على مالم أكن
أتوقعه فى هذه اللحظه!!
زميلى الطبيب الإخوانى الذى أقدره وأحترمه كثيرا مكانه على الفيس بداخل
اعتصام رابعه
سخرية القدر تلاحقنى
هل يريد الله سبحانه وتعالى يلهمنى أننى سوف أكون سبب غير
مباشر لقتله بسبب التفويض؟؟كنت أعرف هناك مؤيدين للشرعيه ولا يستحقون القتل ولكننى
لم أكن أعرف أنهم على مقربه منى إلى هذا الحد !!!!
أغلقت الفيس وقررت مجددا عدم النزول وشعرت أننى سوف أخطىء وأكون طرف فى قتل
الأبرياء
وربما تكون هذه هى العلامه
ولكن إتضح أن هذا ليس أخر قرار
فقد هاتفتنى إحدى صديقاتى لكى أصحبها لمكان
الإعتصام ليلا وحدث بيننا نقاش حول هذه
المسأله وصارحتها برغبتى فى عدم النزول وكان رأيها أن الجيش حتما لن يفض الإعتصام
بالقوه ولكن سوف توجد أليات لمكافحة الإرهاب
إنتهت محادثتى مع صديقتى وتركتنى فى وسط حيره أكبر وغير قادره على إتخاذ قرار ولكننى
أخيرا عقدت العزم على الذهاب إلى صلاة التروايح ثم أقوم بالإتصال بصديقتى التى
هاتفتنى صباحا إذا قامت بالرد على مكالمتى سوف أذهب إليها فى مكان الإعتصام وإذا
لم تقوم بالرد على المكالمه سوف أذهب مباشرة إلى المنزل وأعكف عن النزول
ذهبت بالفعل إلى صلاة التراويح وبعدها قمت بالإتصال بصديقتى لم تجيبنى
ولذلك قد قررت عدم الذهاب نهائيا وحين بدأت التحرك بإتجاه المنزل حتى هاتفتنى صديقتى بعد مارأت رقمى وحددت لى
مكانها فى الإعتصام وكانت هذه أخر علامه قبل أن أقرر نهائيا بجديه النزول وأن أفوض أمرى إلى الله
لأجد فى الصباح الباكر ستاتوسات الفيس وتويتات تويتر تنهال على المفوضين بالدعاءعليهم والشتائم و السباب
والسؤال المشهور: ضميركم مستريح بعد التفويض؟؟
والسؤال المشهور: ضميركم مستريح بعد التفويض؟؟
ولكنى بالرغم من كل شىء
على إقتناع إنى على حق وأن هذه إرادة الله
ونعم مستريحة الضمير
ونعم مستريحة الضمير
وياكشى تولعوا كلكم :)