توقيت قرءاة رواية عزازيل للكاتب يوسف
زيدان كان إختيار جيد بعد قراءتى لرواية أولاد حارتنا حيث أعتقد أنهما شبيهتان إلى
حد كبير ويكمل كلا منهما الأخر حيث يدور كلاهما حول الشك فى ماهية الإله وهل
وجوده ضد العقل والمعرفه حسب رواية أولاد حارتنا أم هو لم يلد ولم يولد حسب رواية
عزازيل؟
الروايه تؤكد على أفكار عديده فهى تؤكد فكرة أن كلا منا يمتلك عزازيله الخاص
وأنه بداخلنا وليس دخيلا علينا
كما نجد أحد الباباوات فى الروايه قد أبرز إلينا مثال جيد لتقبل الأخر حيث كان يقرأ أشعار شيشرون
بالرغم من إنه وثنى وهذا يمزج فى الحقيقه بين فكرتين وهما تقبل الأخر والنقاش حول
الأفكار لا الأشخاص
كما إنها ألقت الضوء على الباباوات الذين كانوا يسفكون الدماء بإسم الرب
ويستخدمون عظات الأحاد للنفخ فى النيران ونشر الفتن والهرطقه
(على حد
التعبير الذى أستخدم فى الروايه) والتدخل فى شئون الحكمفى البلاد
ما أشبه اليوم بالبارحه !!
هؤلاء يذكرونى بشيوخ الفتن الذين يستخدمون خطب الجمع فى الترويج للدستور
والتحدث فى شئون الحكم والسياسه بدلا من نشر الفضيله بين البشر
من الواضح أن مثيرى الفتنه فى كل زمان ومكان لا دين لهم!!
كما أن الروايه تناقش نفس الفكره التى أثيرت فى رواية أولاد حارتنا وهى
العداء المزعوم بين العلم والمعرفه من جهه والإله من جهه أخرى
وذلك نجده يظهر من خلال إثارة عدة تساؤلات كالأتى :
لماذا أمر الرب أدم بالإبتعاد عن شجرتى المعرفه والخلود؟!
ولماذا إنزعج الرب لما أكل ادم من شجرة المعرفه ؟!
وهل المعرفه التى أدركها ادم هى تمهيد لإدراكه الخلود؟!
وهل لو بقى أدم وحواء جاهلين كانا سيدخلان الجنه ؟!
ومالذى عرفه بالظبط حين أكلا من الشجره ؟!
بطل الروايه شخصيه مشتته لم يعرف ماالذى يريده تماما أو بالأحرى يريد كل شىء
هو يريد أن يصبح راهب ليس حبا فى حياة الرهبنه والإعتكاف وإرضاءا للإله ولكن
لمجرد أن يبدو مضحيا أمام البشر ثم سرعان ماتجده يقع فى إغواء أتفه إمرأه تشير له
بأصابعها !
تاره تجده يريد الزواج من المرأه التى تدعى أوكتافيا بالرغم من أنه لا يحبها لمجرد
أن يكون قريب من إمرأه أخرى مثل هيباتيا
ثم تجده أحينا يفكر فى إخصاء نفسه لمجرد
التشبه ببعضهم لا عن عقيده وإيمان بالبعد عن الشهوات ثم يتراجع مجددا لأنه ليس على
يقين من تقدير بعض الأساقفه لفعلته!
من الشخصيات التى أعجبت بها فى الروايه هى شخصيه أوكتافيا لأنها
سيده مرحه وتمتلك قدر كبير من الحيويه والأنوثه والإغراء وقد نجح هيبا فى
وصف أنوثتها إلى حد كبير كما إنها قد قامت بالتضحيه بحبيبها فى سبيل مبادئها لأنها لا تريد الإرتباط بشخص مسيحى
وإنها
لمثاليه لم يتحلى بها الراهب هيبا نفسه حيث ظل عبدا لشهواته طوال الروايه
كما أعجتنى شخصية هيباتيا وتواضعها وثقتها فى نفسها
كما أضحكتنى الفقره التى كان فيها الراهب هيبا يكتب أشياء عن النساء وكيف إنهن
لا يطلبن من الرجال غير الغزل ولحيظات الإلتقاء حينها قال له عزازيل:
يا هيبا ,هذا الذى تكتبه لا يليق برهبانيتك!
هنا قد قام عزازيل بدور أناه الأعلى أى ضميره وليس شيطانه
بعض الجمل التى أعجبتنى :
- عظه تعلمها هيبا من رواية فتى يتيم وهى :
( لا ينبغى الخجل من أمر فُرض علينا مهما كان مادمنا لم نقترفه)
- وصف هيبا مضاجعته للفتاه التى تدعى (مرتا ) ذات العشرين عام كالأتى :