جميع حقوق النشر محفوظه ولا يجوز إستخدام أى من هذه المواد المنشوره أو نسخها إلا بإذن خطى من الناشر

06‏/11‏/2012

صندوق ذكرياتى



الخميس وقفة عيد الأضحى.......

كعادتى عكفت على الإهتمام بتنظيف حجرتى وترتيبها
وعندما أردت تنظيف رف من الأرفف العلوية لخزانتى، إصطدمت بصندوق ذكرياتى.
إننـا لا نحتاج قطعـا إلى الإحتفاظ بذكرياتنا الحزينة، لأنها ملازمة لنا طول الوقت... حتى إننـا بالكاد ننساها.
وجدت الصندوق وقد إمتلأ بالغبار. أخرجته من الخزانة وأزلت ما عليه من الغبار، ونظرت إليه وأنا أبتسم، ولدى رغبة ملحة فى هى أن أترك تنظيف حجرتى مؤقتا وأقوم بفتح الصندوق لأستعيد ذكرياتى...

 أو على الأدق أسترجع الشعور الذى شعرت به وقــت حـدوثها.
وقعت عينى أولا على أخر شىء وضعته فى هذا الصندوق... كانتا شمعتين تعـبران عن رقـمى 4 و 3... إنهـا الأرقام التى دلـت على عمرى وقـتئذ.
حقيقة لم أشعر يوما أنى أزداد أعواما

.........
ثم اندهشت حـينما لمحـت عيناى علبة تحتوى على معلومات عن رقم هاتفى الجديد.... لا أعلم لماذا وضعتها هنا ؟!
إن رقم الهاتف الجديد بلا شـك لا يندرج تحت ذكرياتى السعيده...
خاصـة وإن صلته بالذكريات المؤلمة كانت وطـيدة جـدا.

مجـرد قصة صداقه فاشلة دفعتنى للمضى بعيدا وتغيير رقم هاتفى.
فسـرعان ما أنهـيت تلك الصـداقة ولم أكترث ....
ومن قـال إن كـل عـلاقات الصـداقة تستمر لأخر العمر ؟

.........
 
أدهشـتنى بطاقة هوية وجدتها فى الصندوق تؤكد أنى كـنت عضواً فى الحزب الوطنى...
ضحكت... وتذكرت وقتها - حينما كنت أفتخـر بالإنضمام لهـذا الحزب الذى كان والدى رحمه الله عضوا فيه فى عهد السادات قبل أن يفسد على يد جمال مبارك.
وكيف أننى إنضممت إليه فى سن صغيره تيمنا بوالدى ...
ولم أعرف أنه سىء للغاية إلا عندما حضرت أولى إجتماعاته 

 وضحكت أكثر لأننى من مؤيدى الثوره
 ثم تخيلت كم التعليقات العامه التى سـتعتبرنى أحـد الفلول.
تضحكنى دائما كلمة فلول... وتذكرنى بتعليـق قديم كتبته عن الفساد ... وكيف شبهت مصر حـينئذ بقطعه من الكيك لذيذ الطعم ... ثم شبهت الفلول فى مصر بأعلى الكيك وقد أصابه الفساد. وكلما قطعنا االشريحة الفاسدة لنستمتع بطعـم الكيك، نجد شريحة أخرى فاسدة... وهكذا ......
.........
وجدت أيضا بعض الصور القديمه لأصدقائى وأقاربى فى مناسبات مختلفة
 وتعجبت من حال الدنيا  وكيف لم يدم شىء على حاله
 الصغير قد كبر ... والكبير مات... والأعـزب قد تزوج ... وانفصـل المتزوجون....
لكن عـلى الرغـم من ذلك فالحياة مسـتمرة رغم أنف الجميـع.

........
وقعـت عـيناى على صورة لصديقة قديمة أساءت إلى كثيرا، حـيث قطعت علاقتى بها منذ زمن... لكنى لا أعرف لماذا أحتفظت بصورتها حتى الأن. !
والأغرب من ذلك أنى لم أفكر فى تمزيقها فى كل مره أراها... وأقوم بالإحتفاظ بها - ترى ماالذى يجعلنا لا نمزق صور الآخرين بالرغم من إساءتهم الشديده لنا ؟!


 وجدت مظروفا بداخله ورقة مطوية – فتحـتها وقرأتها على عجـل.... ولم أملك إلا أن أضحك مندهشـة ممـا كـتبت وقـتذاك... كانت الورقة تحـمل أوصـاف فارس أحلامى حينما كـنت فى مرحلة المراهقه – إلا أننى تعجبت من طريقـة تفكـيرى وقـتذاك..

لقـد كنت حريصة على أن أذكر الأشياء التى لا أريدها فى فارس أحلامى مثل

( مايكونشى كذاب – مايكونشى مزيف – مايكونشى همجي- مايكونشى بخيل) ....
 لكنى لم أكتب بالفعـل ماأريده فى فارس أحلامى: مثل
(صادق - محترم - راقى- كريم ).

الغـريب أنى لا أزال حـتى اللحظـة لا أقـبل التنازل عن كثير من رغـباتى فى فارس الأحلام .... على الرغم من موافقتى على إعطاء فرصة لبعض من لا تتوفر فيـهم معظم هذه المواصفات.
أما فى بند الطباع، فقد وجـدت أنى كتبت جملة شـديدة الغرابة:
وهى: (بيشرب سجاير وهو حاطط رجل على رجل )!!!

أذكـر أنى ضحكت كثيرا - ولم أتذكـر ما كنت أقصـده فى هذه الجمله من معانى.... حـتى أنى شـعرت للحظـة أنى أقرأ ذكريات لفتاه أخرى!!

وجدت نظارة طبيه كان يسـتخدمها أبى ... حاولت أن أضعها على عـيناى لكـنى لم أطـق النظـر بها.... فكم كنت ضعيف البصر ياأبى؟ رحمك الله.
ثم وجدت الكارت الشخصى لأبى: رحمه الله...

كم ملأ قـلبى هذا الرجل الرائع حـبا وتقـديرا واحـتراما ... على الرغم من أنه تركـنى وأنا فى سن صغيره... لا أعرف عن شخصيته الكثير ... ولكـنى عرفته وفهـمته أكـثر من ثـناء الآخرين عليـه بعد رحيـله.

إبتسمت عندما وجدت صورة للسيده مريم العذراء، كانت قد أهـدتها لى صديقة مسيحية يوما كنت شـديدة الحـزن فيـه... حـيث نصـحتنى أن أتحدث إلى السـيدة العـذراء وأشكو لها ما أعـانى :D
تذكرت أنى لم أشعر وقـتها بالريبه، أو أنزعجت عندما أعطتنى صديقتى المسيحيه صورة السـيدة مريم العذراء الصديقة، عليها الصلاة والسـلام... ولم أقل لنفسى مثلا: إنها تريد تنصيرى - أو أن السـلفيين سوف يصيحون غـدا ( عايزين أختنا وفاء).... ويتجمعون فى العباسـية من أجلى...:D
لم أشعر يوما أن احـتفاظى بصـورة السـيدة العـذراء سوف يُنقص من إيمانى أو يصـيبه بخـلل ما... لكنى أحسـست أن صـديقتى المسـيحية مهتمة لأمرى وتريـد مسـاعدتى – ليس إلا.
وهذه طريقة تعبيرها عن إهتمامها بى كما ترى هى حسب عقيدتها.

المهـم أنى أخذت الصـورة منهـا وقـتذاك، وشـكرتها .... لكنى شكوت إلى الله وحـده.... لا إلى الصـورة.
لم يخطـر ببـالى أبدا أن يكون بينى وبين ربى وسيط ... حتى السيد البدوى و سيدنا الحسين اللذان أشعر دائما براحة عجـيبة بجـوارهما... لم أفكر فى أن أطـلب من أى منهما المسـاعدة كما يفعـل بعض الجهـال.

لطالما أشـعر دائما بأننا نستطيع أن نتعايش سلميا مسلمين ومسيحين معا تحـت سـقف واحـد.... حيث السـلم الإجتماعى الجميـل الذى عـرفته مصر على مر التـاريخ... لكن للأسـف الشـديد - يوجد بيننا دائما من الطرفين من له مصـلحة فى أن تُشـوه هـذه العـلاقة وتسـتمر فى جو مقلق من التـوتر والضـغائن.... لا سـامح الله هؤلاء الأفاقـين الخـائنيـن.
إن مشكلتنا كشعب – هى إننا لا نفهـم ولم نتعـلم كـيف نتقـبل الأخر 
.......
لفتت انتباهـى ورقة قديمة مطوية فى أحد جوانب الصندوق ... عندما فتحـتها برفـق شـديد، شـعرت بمزيـج من السـعادة والشـغف ... لقد كانت صفحة كاملـة من أحـد الكـتب الدراسـية فى المرحلة الثانوية. أخذتها من شخص (فاشل دراسيا)... وهو إبن صديقة للعائلـة - كان يكبرنى بأعوام قليلة... لكـنه مع ذلك كان يدرس معى فى نفس السنة.
وقد خـط بيـده على هـذه الورقـة: جملتين:
1- يا من إسمك يحمل....... لقد ضاع حبى هباء
2- ترى أتحملين لى من إسمك شيئا؟

أذكر أنى حينما قرأت هـذه الكلمات للمـرة الأولى، لم يكـن صـعبا أن أضـع إسـمى مكان النقط... حـتى يكتـمل المعـنى الشعرى الذى يقصـده هو... ثم تذكـرت أيضـا أن رد فعلى كـان شديد القسوة عندما اتصل هو بى هاتفيا فيـما بعـد .... وصـرح لى بحبه.
قـلت له وقـتها: ( روح إنجح الأول يابابا وبعدين حب)... ثم أنهـيت الحديث بعـنف.... العجـيب أنه نجح بالفعل فى تلك السنه ... بعد تكـرار رسوبه كثيـرا... لكـنه ابتعد عنى نهائيا.... وكأنه كان يريـد أن يقول: (هانجح ... بس هابطل احبك)....
لم أكترث بحـاله ولا بكـلامه... فقد كان لا يعنى لى شيئا من الأسـاس.
.........

إنتهيت من الصندوق ... وكدت أن أعيد كل شىء إلى مكانه، إلى أن لمحـت عيناى قطعة حلوى ... إبتسمت عندما ذكرتنى هـذه الحـلوى بأحد الأشخاص الذين قابلتهم فى حياتى .... لقـد أهدانى قطعة حلوى لم أشـأ التخلص منها، حتى أتذكره بهـا دائما.

هـذا الشخص النبيـل لم يسـبب لى الآلام يوما.... لكنه جـعلنى دوما أشـعر بأن الحـب هو غـاية الرقـة والروعـة...
قلما يوجد رجل تشعر معـه المرأه بأنوثتها... فلا يعكـر صـفوها، ولا يجـرحها... إنه فقـط يغذيهـا برعـايته وعـنايته وصـدقه كى تمنحـه هى قلبها بكـل امتنان.

عُدل لغويا بواسطه /
أ/ محمد الشناوى  

2 مستعده أن أضحي بنفسي من أجل حقك في أن تقول رأيك ".:

حنعيش يعنى حنعيش يقول...

البوست دة مكتوب باسلوبك المعتاد .. بس فيه طعم جديد مش عارف احددة .... عموما بوست جميل

حنين محمد يقول...

صباح الغاردينيا فافي
ماأجمل أن نقرأ مذكراتنا القديمة
ونبحث بين أشياء مرت عليها سنوات
كم أن بعضها تشعرنا وكأننا نقرأ لشخص آخر"
؛؛
؛
أستمتعت بصندوق ذكرياتك
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
Reemaas

إرسال تعليق

fafy music