جميع حقوق النشر محفوظه ولا يجوز إستخدام أى من هذه المواد المنشوره أو نسخها إلا بإذن خطى من الناشر

05‏/09‏/2010

صديق بالأجر



صديق بالأجر

من منا لا يواجه ضغوط ؟

من منا لا يواجه مشكلات؟

من منا لا تحدث له كبوات؟

من منا لا ينخفض منحناه النفسى حتى يكاد يرتطم بالقاع؟






                         لا أحــــــــــــــد

بالرغم من إيماني بأهمية الطبيب النفسى و قدسية دوره إلا أنه أسأل أحيانا هل من الممكن الإستعانه بصديق مقرب بدلا منه؟ أو بأحد من الأهل ؟ أم إنه لا يمكن الإستغناء عنه ويجب زيارته ولو مره فى العمر؟

وماذا يمكن أن يقدم الطبيب النفسى أكثر مما يقدمه أى صديق مقرب نلجأ له على الأقل فالصديق يعرفنا جيدا ومن الممكن أن نفضى بمكنونات أنفسنا أمامه وسوف يستمع لنا .

عند الحديث عن ذلك مع إحدى صديقاتى قالت :(لما تكونى متضايقه وتروحى لدكتور نفسى مش هايعملك كوباية الشاى اللى هاعملهالك لما تجيلى وانتى مضايقه)
بالطبع هى لا تقصد كوب الشاى ذاته بقدر ماتقصد توفير الجو الحميمى للحديث وهل يستطيع الطبيب النفسى توفير هذا القدر من الحميميه ؟

وهل تعب الأعصاب والنفسيه  بأهميه تعب المعده أو الأسنان أو العيون أم إنه أقل أهميه ولا يستحق الإلتفات له و زيارة طبيب بخصوصه؟

هل زيارة الطبيب النفسى نوع من أنواع الرفاهيه وهو قاصر على نجوم الفن والمجتمع والصفوه من الناس أم إنه يجب أن يكون متاح للعامه من الناس؟

الإنصات فن لا تستطيع كل الناس إيجادته فعند حديثى مع إحدى صديقاتى المقربين عن أى مشكله من مشكلات حياتى أكاد أندم على إنى فعلت ذلك
أحيانا أفضى بمشكلتى ولا أكاد أنتهى حتى أفوجىء  بالمصادره على كلامى فى شكل وابل من النصائح ليس فى مكانها أو أوانها ولا أكون مؤهبه نفسيا أو فى حاجه لسماع ذلك.

وأحيانا أجد من تنصت بشكل جيد ثم تقوم بالتوقيع على إنصاتها بشكل سىء حين تتنهد وتقول الجمله المعهوده (كبرى دماغك) وذلك من الممكن أن يعطى إنطباع بعدم الإهتمام بالمشكله من البدايه.

بالإضافه للإختيارات الخطأ لمن يسموعننا إذا كانوا غير موضوعين بشكل أو بأخر أو لا يعرفون كيفية تقييم الأمور بطريقه سليمه.

 لذلك يجب أن يكون من يسمع محترف ومدرب على أن يعرف متى يسمع ليكون سماعه مؤثر ومتى يتكلم ليكون كلامه مقنع وأحيانا يكون مجرد الإنصات الجيد  فى حد ذاته هو حل للمشكله ومريح للأعصاب وذلك لأننا يوجد بداخل قلوبنا وعقولنا أشياء لا يجوز أن نستطيع أن نخرجها على ألسنتنا على هيئة ألفاظ  حتى بيننا وبين أنفسنا ممكن لأننا نخجل منها أو هى أشياء غير مقبوله إجتماعيا ومع ذلك تظل بداخلنا ونتخيل إنها لا تضرنا مع إنها تكون مثل الهم على قلوبنا فإذا تمكن الإنسان من الحديث عن إنفعال ما ,فإنه لم يعد على الأقل فى تلك اللحظه واقعا تحت سيطرته فأن تقول(ذلك ما أشعر به)  معناه إنه ينفصل ولو بدرجه طفيفه عن ذلك الإحساس وبدلا من أن يبقى الإنسان تحت رحمة الإنفعال فإنه يكتسب بعض السلطان عليه وهذا يعتبر الخطوة الأولى فى عملية التحكم فطالما وصل الإنسان إلى المرحله التى تمكنه من الحديث عن نفسه بصدق فإن الطبيب يقوم بعمل له قيمته بمجرد تواجده وخلقه المناخ الذى يجعل الحديث ممكنا ولذلك فلا يوجد فى الحياه مايوازى موقف العلاج النفسى .
ولكن مشكله مجتمعنا الشرقى إن جمود التفكير طغى على بعضنا ,وأيضا الموروثات التى أخذناها كما هى بدون تحليل ونقد لنعرف ما هو الخطأ فيها وما هو الصواب ومن ضمنها إن الذهاب للطبيب النفسى للعلاج شىء مخجل أو إن الطبيب النفسى بيقوم بمعالجة المجانين أو إنه عار على أحد زيارته وهذا بالطبع شىء خطأ لأن يوجد فرق بين المرض النفسى و العقلى ولأنه مثل أى طبيب وزيارته صحيه ولا تنقص من قيمة أى إنسان صريح مع نفسه وواثق منها.




وأشبه دائما علاقة الطبيب النفسى بالإنسان  مثل علاقة فنى الصيانه بالكمبيوتر فالطبيب بيقوم بعمل ((formatللمريض أى إخراج كل مافى قلب وعقل الإنسان وإعادة ترتيبه بشكل منظم وإزالة جميع الأفكار الخاطئه .
وكذلك الفنى يقوم بعمل((formatللجهاز ومسح كل مافى (c) وال(d)للتخلص من الفيروسات.

ويوجد حالات تحتاج إلى ((scan على الشخصية بشكل كلى أى يتم التحدث معه بشكل عام للتأكد من عدم وجود مشكلات ويكون ذلك بشكل دورى.
وكذلك فنى الصيانه يقوم بعمل (scan)للجهاز بشكل دورى.

كما توجد حالات تحتاج إلى  (نسخة ويندوز) جديده أى إعادة تأهيل للشخصيه بشكل كامل لتعاملها مع الواقع  فمع كثرة المشكلات والضغوط وتجاهلها تؤدى إلى هذه النتيجه مثل تجاهل فيروسات الجهاز تماما حتى تستفحل المشكله وتؤدى إلى تلف الجهاز.

ويوجد حالات أخرى لا تحتاج لأكثر من (update)لشخصياتها ليتعلموا أشياء جديده لم يكونوا على درايه بها لتساعدهم أن يفكروا بشكل مختلف ويغيروا حياتهم للأفضل ولن أخجل أن أقول إننى واحده من هؤلاء  فقد كنت بحاجه إلى تطوير وتعديل لطريقتى فى التفكير فبالرغم من وجود بعض البديهيات فى حياتى التى لم أكن أسمح لنفسى يوما ما بالتفكير فيها أو مناقشتها مع أحد لأنى على يقين من صحتها إلى أنى إكتشفت أنها وراء مشكلات عده أواجهها لأنها للأسف خاطئه .
ولذلك فالطبيب النفسى لا يأخذ لنا قرارتنا ولكنه يخلق المناخ اللازم لإتخاذها ولا غنى عنه حتى ولو كانت زيارته من باب الإيحاء كالإيحاء المماثل فى حالة زيارتنا للطبيب البشرى ونحن فى حالة ألم شديد ثم نشعر بتحسن بعد زيارة الطبيب حتى من قبل أن نأخذ الدواء ويسرى مفعوله داخل جسدنا فهو صديق ولكن صديق  مدرب ومحترف ,موضوعى وحيادى لن يضللنا ولن يخذلنا فهو صديق ولكن بالأجر


1 مستعده أن أضحي بنفسي من أجل حقك في أن تقول رأيك ".:

هبه مختار يقول...

موضوع هايل ياوفاء وكلامك لوجك جدا مش عيب ولا عار زياره طبيب نفسى بس المشكله فى ثقافتنا احنا فى مفهوم التعامل مع طبيب نفسى بس المهم فين الطبيب النفسى الى فعلا يقدر يظبط طريقه تفكرينا عشان نقدر نتعامل مع الحياه بكامل صورها وهل فى وقت لكده مع الضغوطات الى احنا فيها احنا حياتنا للاسف مش فيها بركه ولا مرتبه لا مخصصين وقت للعباده وقراه القران ولا وقت للثقافه وقراءه الكتب ولا وقت للرياضه الايام كلها بقت زى بعضها ملل وعدم ترتيب للاسف ...

إرسال تعليق

fafy music