إستبداد وإستعباد (3)

الإستبداد والأخلاق 

 شاعت بين الأسراء قواعد كثيره باطله كقولهم :اذا كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب وقولهم البلاء موكول بالمنطق وقد تغالى وعاظهم فى سد أفواهم حتى جعلوا لهم أمثال هذه الأقوال من الحكم النبويه وكم هجوا لهم الهجر والغيبه بلا قيد فهم يقرأون 

( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول ) ويغفلون بقية الأيه وهى (إلا من ظٌلم)

معاناة إصلاح الأخلاق من أصعب الأمور وأحوجها الى الحكمه البالغه والعزم القوى وذكروا أن فساد الأخلاق يعم المستبد وأعوانه وعماله ثم يدخل بالعدوى إلى كل بيوت الطبقات العليا التى تتمثل بها السفلى 

يوجد زعماء إستباحوا القساوة فأخذوا مهجورات دينهم قاعده (الغايه تبرر الوسيله) كجواز السرقه إذا كانت الغايه منها صرف المال فى سبيل الخير

الشرقى يهتم فى شأن ظالمه إلى أن يزول عنه ظلمه ثم لا يفكر فيمن يخلفه ولا يراقبه فيقع فى الظلم ثانية فيقع فى الكره ويعود الظلم الا مالا نهايه وكأولئك الباطنه فى الإسلام فتكوا بمئات أمراء على غير طائل وكأنهم لم يسمعوا بالحكمه النبويه

 (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)

 الأمر الغريب أن كل الأمم المنحطه من جميع الأديان تحصر بلية إنحطاطها السياسى فى تهاونها بأمور دينها ولا ترجو تحسين حالتها الإجتماعيه إلا بالتمسك بعروة الدين ولنعم الاعتقاد لو كان يفيد شيئا لكنه لا يفيد لانه قول لا يمكن ان يكون وراءه فعل 

نعم الدين يفيد الترقى الاجتماعى إذا صادف أخلاقا فطريه لم تفسد ولكن مع الاسف ان اكثر الناس لا يحفلون بالدين الا اذا وافق اغراضهم او لهوا ورياء 

الإستبداد والتربيه 

من قوانين حياة الأسير التظاهر بفقدان الحس أو تعطيله وستر العلم بالتجاهل والإرتداء بالتدين والرياء وعزو كل خير إلى فضل المستبدين حتى إذا كان هذا الخير طبيعيا نحو مطر السماء فعزوه الى يمن الحكام او دعاء الكهان